القائمة الرئيسية

الصفحات

التحنيط وطقوس الدفن

لقد ارتبطت الديانة المصرية بعقيدة البعث والخلود بإيمانهم أن الموت هو باب للعبور إلى عالم الحياة الدائمة وكانو مولعين بها فلقد أسموها حياة الجنة الأبدية وأسمى ما يتوقون إليه هو الذهاب للعالم السفلي، مما جعل المصريين يبحثون عن طريقة لسر الخلود فقاموا باختراع فن التحنيط، فكلمة التحنيط حولها علامات استفهام وملامح غموض عندما تذكر بين الناس، فالتحنيط هو أحد الأسرار الذي اختص به فئة من المصريون القدماء وحاولو حفظ هذا السر ومحاولة عدم اطلاع أي إنسان من الدول المجاورة عليه لكن السر لم يستمر حتى النهاية إذ تمكن الباحثون من التعرف على هذه الأسرار عن طريق سجلات الكتاب والمؤرخون الكلاسيكيون الذين زاروا مصر والمعلومات التي قدمها العلم الحديث من خلال الاطلاع على الجثث وتحليلها وما عثرفي القبور من أدوات و عقاقير تستخدم في التحنيط، فالحقيقة رغم تقدم فن التحنيط إلا أن طرق التحنيط الجيدة من الدرجة الأولى والثانية بقيت حكرا على الملوك والأمراء والأغنياء من الناس، أما المصريين العاديين فلم تحنط جثثهم بهذه الطرق بسبب تكاليفها الباهظة فلجأ المصريون لاختراع طريقة ثالثة للتحنيط رخيصة الثمن لهم لكنها لم تحافظ على سلامة الجثة مدة طويلة.

*️⃣ المواد المستخدمة في التحنيط:

🛑 النطرون
هي مادة تتكون من بيكربونات وكربونات الصوديوم وهي توجد في وادي النطرون وعندما يتبخر البحيرات تتكون طبقة بيضاء من الملح وهي النطرون، استخدمتها الأسرة الرابعة لتجفيف الجثث.

🛑 القار

هي مادة توضع في جوف جسم الإنسان المحنط لحفظه من التحلل وجدت بعد الأسرة الحادية والعشرين .

🛑 المواد الراتنجية

هي من المواد الأساسية في التحنيط وهي عبارة عن زيت ثخين مأخوذ من عصارة جذع النباتات من أنواعه : الصمغ والمر.

🛑 شمع النحل

استخدمت هذه المادة في عملية التحنيط لقفل العينيين والأنف والفم ولصق الجرح وكمادة أشبه بالعازلة .
خيار شنبرد (الكاسيا ) و القرفة : هي قشور مجففة من أشجار في الهند والصين وهي عبارة عن بهارات تستخدم كمواد مجففة .

🛑 النباتات

مثل استخدام البصل للحفاظ على الجثة من العفن والتمر لتجفيف جوف الجثة واستخدام أنواع الأزهار لتعطير الجثة، ومن المواد النباتية هي نشارة الخشب والكتان لحشو جوف الجسم ونبات الحناء لتجميل الجثة . 
العقاقير ذات الروائح الزكية : هي تستخدم كمواد معطرة ومنها زيت الزيتون واللبان وصمغ الراتنج كالمر.

🛑 الملح (كلوريد الصوديوم)

يستخدم كبديل عن النطرون فهو يوجد في النطرون بنسبة 50%.

*️⃣ طريقة التحنيط:

* استخراج المخ من الجمجمة بالشفط عن طريق الأنف باستعمال الإزميل والمطرقة للقطع من خلال الجدار الأنفي، وبعد ذلك يسحب المخ من خلال فتحة الأنف بسنارة محماة ومعقوفة واستخراج أحشاء الجسد كلها ما عدا القلب ((مركز الروح والعاطفة))، وبذلك لا يبقى في الجثة أية مواد رخوة تتعفن بالبكتريا إما بالفتح أو حقن زيت الصنوبر في الأحشاء عن طريق فتحة الشرج.
* يملى تجويف الصدر والبطن بمحلول النطرون ولفائف الكتان المشبعة بالراتنج والعطور، وهي جميعا مواد لا يمكن أن تكون وسطا للتحلل والتعفن بالبكتيريا.
* تجفيف الجسد بوضعه في ملح النطرون الجاف لاستخراج كل ذرة مياه موجودة فيه واستخلاص الدهون وتجفيف الأنسجة تجفيفا كاملا.
* طلاء الجثة براتنج سائل لسد جميع مسامات البشرة وحتى يكون عازلا للرطوبة وطاردا للأحياء الدقيقة والحشرات في مختلف الظروف، حتى لو وضعت الجثة في الماء أو تركت في العراء.
* في أحد المراحل المتقدمة من الدولة المصرية الحديثة، وضعت الرمال تحت الجلد بين طبقة العضلات والجلد عن طريق فتحات في مختلف أنحاء الجثة وبذلك لكي تبدو الأطراف ممتلئة ولا يظهر عليها أي ترهل في الجلد.
* استعمال شمع العسل لإغلاق الأنف والعينين والفم وشق البطن.
* تلوين الشفاه والخدود بمستحضرات تجميل.
* لف المومياء بأربطة كتانية كثيرة قد تبلغ مئات الأمتار مدهونة بالراتنج تلون بأكاسيد الحديد الأحمر مضاف لها شمع العسل كمادة لاصقة في آخر السبعين يوما التي تتم فيها عملية التحنيط.
* إن أساس علم التحنيط هو تجفيف الجثة تماما ومنع البكتيريا من الوصول اليها.

*️⃣ طقوس الدفن

🛑 موكب الدفن

كان المصريون القدماء يتوجهون بجسد الميت (بعد أن يتم تحنيطه) في موكب حتى يصل إلى الشاطئ الشرقي للنيل حيث ينتظرهم أسطول صغير من القوارب وكان المركب الرئيسي به غرفة كبيرة مبطنة من الداخل بأقمشة في هذه الغرفة كان يوضع جسد الميت ومعه تماثيل: إيزيس ونفتيس الإلهتان الحاميتان للميت ويقوم الكاهن بحرق البخور وتواصل النائحات اللطم على أرؤسهن.

🛑 خروج الروح

في الدولة القديمة كان صعود روح الملك المتوفى إلى السماء عبر سلم علوي عظيم أو قابضاً على ذيل البقرة السماوية أو محلقاً كطائر أو محمولاً على دخان البخور المحترقة من الكاهن أو عاصفة رملية. أما الاعتقاد الذي استقر بعد ذلك.والذي كان لكل البشر بعد أن أصبح حق عبادة الشعب لأي معبود مكفولة هو خروج الروح على شكل طائر برأس إنسان.

🛑 محاكمة الميت

كانت قاعة محاكمة الموتى في العالم الآخر تسمى باسم قاعة التحقيق ، ويوجد بها أوزوريس جالساً على العرش وخلفه شقيقتاه ايزيس ونفيتس و14 نائباً، وفي وسط القاعة يوجد ميزان كبير وبجانبه وحش لحمايته، كما يوجد في القاعة أيضاً تحوت وأنوبيس .
و تبدأ اجراءات محاكمة الميت عندما يقوم انوبيس بإدخال الميت (مرتدياً ثوباً من الكتان) الذي يحي اوزوريس وباقي الآلهة، ثم يدافع الميت عن نفسه 36 مرة لأنه يخشى ألا يصدقوه فيعيد إقراره الدال على براءته متوجهاً نحو الـ 42 إلها (كانت مصر مقسمة إلي 42 إقليما فكان كل إله يمثل إقليماً من أقاليم مصر) و بعد ذلك يذكر الميت كيف كان خيراً يعطي الخبز للجائع ويقدم الماء للعطشان و يكسى العاري.
ثم يوضع قلبه في كفة الميزان وفي الكفة الأخرى تمثال صغير للحقيقة (معات) ولم يذكر تفصيلاً كيف يوزن قلب الميت ولا أحد يعرف هل الآثام كانت تثقل القلب أم تجعله خفيفاً ؟ وإذا أثبت أن هذا الرجل بريئاً كان له الحق في الحياة و السعادة في العالم الآخر أم إذا كان مخطئاً فإنه يدمر بواسطة الملتهمة(وحش خرافي مزيج من التمساح وأسد وفرس البحر).
كان الشغل الشاغل للمصري القديم هوما سيحدث له في المحاكمة لأنه كان يعرف أنه ليس كل الناس سوف يحظون بالنعيم في الآخرة،لذا فقد عمد الكهنة إلي عمل بعض التمائم والنصوص السحرية لحماية الميت وتبرئته في المحاكمة ومن هذه الصيغ السحرية صيغة تجعل إله الشمس (الذي يعتبر القوى الحقيقية وراء تلك المحاكمة) يسقط من سماواته في النيل إذا لم يخرج ذلك الميت برئ الساحة من المحاكمة.
كما وضع الفصل 125 في كتاب الموتى لتخليص المذنبين من خطاياهم وكان هذا الفصل ينسخ على ورق بردي ليوضع داخل التابوت بين ساقي المومياء ليبرأ ساحة الميت، وكان الكهنة يتحايلون بهذه الطريقة على الشعب حيث أوهموهم أن بمساعدة النصوص السحرية يمكن أن تبرأ ساحة الميت وإن كان مخطئاُ.
و من ضمن الأمثلة أيضاَ أسئلة القضاه في حساب المحكمة:

هل عشت أجلك الذي حدده لك الإله كاملاً؟

هل راعيت حق بدنك عليك كما رعاك الإله في شبابك؟

هل حفظت جسدك طاهراً كرداء نظيف لم تلوثه القاذورات؟

‏.






أنت الان في اول موضوع
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع